رسالة شوق..

الم يعاهدك بمحبة ابدية؟ ألم يعدك بان يبقى مقعدك خاليا؟ الم يعدك بان تبقى كاسك معتزلة حيث انها اقسمت ان لا تعانق شفاها الا تلك الشفاه الهامسة؟

سيدتي لو تعلمين حجم ومدى حبه لك لما لمتيه، فعندما انسحب من حياتك بهدوء قاتل كان الهدف هو الانسجام مع رغبتك، لقد امضى كل تلك الفترة المنصرمة متالما حزينا قلبه مجروح ينزف دما، ولكنه انسحب من حياتك كونه ادرك ان للحب شكلا اخرا، وان للحزن شكلا اخرا، تحدى البحار بان لاتفيض لو رأت حبه لك ولكن البحار استسلمت وفاضت بمجرد رؤيتها جزءا من ذلك الحب.

حبيبتي، اني احمل لك من المشاعر ما لم ولن تعرفه البشرية، ببعدي عنك كنت امارس طقوس الحب والسجود في معبد عينيك وابتسامتك، اتقنت على مدار تلك الايام وتعلمت اتقان والتفنن في الالم والحزن والاحتضار بصمت، سيدتي كم اتمنى لو تستطيعين الاحساس بي كي تكتشفي باني ابديك على نفسي، وحياتي بدونك الموت افضل منها الف مرة.

ما اجمل اليوم والبارحة،

في الامس واليوم اعدتيني الى الحياة، ها انا الان اشعر بأنني اولد في هذه اللحظة من جديد ويسيطر علي ذلك الاحساس الذي يدعونه بالحب، وها هو قلبي ينبض من جديد بعدما توقف ونزف دما لعدة شهور، كان ذلك اليوم المشؤوم الثاني من ايار، اذكره تماما، كم تمنيت لو الارض انشقت وابتلعتني، الثاني من ايار كان فيه اخر حديث تبادلت معك فيه الامال والاحلام ولكن سرعان ما حولتيها الى الام، احزان واشجان لا يمكن ان يتصورها اي عقل بشري. ولكن يا حبيبة عمري اسمحي لي بان اقول لك ان حياتي الان أصبحت لها معان أخرى، دعيني اصارحك بالقول اكثر وابلغك بان الدنيا من حولي أصبحت بستان ذو أزهار بيضاء جميلة تسبح للخالق كوجهك تماما ذلك الوجه صاحب الابتسامة الملائكية، بعد أن كانت مجرد صحراء قاحلة من دون ماء، ظمآنه تنتظر راويها، ها انا الان اشعر بسعادة لم أشعر بها منذ زمن طويل، سعادة قد هجرتني وعادت إلي بعد سماع صوتك، ليتك يا ملاك تعرفين ما أشعر به الآن، أشعر وكأنني أملك الدنيا وما فيها بين يدي، على الرغم من أنني لا أملك بها شيئا، سوى حب أجبرتني الظروف على اقتلاعه وتناسيه رغما عني، ولكن مجرد سماع صوتك او السجود بصمت امام حضرتك يجعلني أشعر بأني ملكت هذه الدنيا بكل مافيها من هيام وحب وعشق، ليتك تعديني بأنها لن تكون المرة الأولى والأخيرة التي اسمع فيها منك، غاب السماع منك شهورا كانت ثوانيها دقائق، ودقائقها ساعات وساعاتها أيام، وأيامها سنين، وسنينها جروح عجزت أن تلتئم الا بعد سماع صوتك من جديد، حتى وإن كانت مجرد حرفا واحد ومن بعدها الممات، فأنت تعلمين كم يشعرني التواصل معك بالسعادة، ويخلق بداخلي احساس رائع من الراحة التي كنت أفتقدها منذ زمن بعيد، أرجوك عديني، فمن دونك أعيش جسدا من دون روح، عقلا من دون تفكير، قلبا من دون نبض، و مهما قلت من كلمات لن أصف ذلك الشعور الذي لم أشعر به في حياتي الا مرة واحدة ولشخص واحد
لماذاهو ؟
لا أعلم
ولولا الفراق لتبدل حال موتي الى حياة
و عادت الشمس لتشرق
ولكن
يبقى سؤالي

هل كان ذلك حلم جميل أم أنه واقع فرض على ذلك القلب العليل؟!
و تبقى لكن..
إلى أن ترجع تلك الزهرة (الوردة البيضاء) الى الحياة من بعد الذبول

تحياتي..