قيمة إنسانية تحمل أبعادا كثيرة ..
من أروع ما يمكن أن ينشأ من علاقات .. التي تحمل في طياتها أرقى المعاني ...
يكفي أنها كفيلة بأن تغير أناسا كثيرين أحبوا و أخلصوا لأصدقائهم عندما وجدوا من طرفهم هذا الإخلاص ، في وقت لم يعرفوا فيه يوما هاته الخصلة الرائعة .. و هي الإخلاص و الوفاء ، الذي يكاد يكون معدوما في زمننا هذا ، و في هذا الصدد أنا لا ألوم الزمن كما يفعل الأغلبية بإلقاء المسؤولية على الظروف ، بل ألقي اللوم علينا نحن بني البشر ، أطراف هاته العلاقات
بالنسبة لي صديق .. يعني أنا ..
فكما أحب لنفسي أحب أكثر لصديقي
بل و أفضله على نفسي أحيانا ..
صديق يعني بسمة مشرقة في وقت الفرح ، و يد حنونة تواسيك و تمسح دمعتك في وقت الحزن ..
صديق يعني شمعة تنير دربك .. و تذوب من أجلك .. لتذوب أنت أيضا من أجلها ..
الصداقة أخذ و عطاء ...
الصداقة علاقة سامية ... يكون فيها العطاء متبادلا دون انتظار جزاء أو شكور من صديقنا الذي نضحي من أجله..
قد يقول كل واحد منا نحن في زمن لا يوجد فيه الصديق الوفي .. نقولها أكيد
لكن لو فكرنا قليلا فقط لوجدنا أن الكلام الذي نقوله يرجع علينا نحن ، فلو جعلنا من أنفسنا أصدقاء أوفياء .. لرآنا الناس كذلك ، و لما قالوا حينها هذا الكلام
كي نكون نموذجا للصداقة الحقيقية ، علينا أن نبدأ التغيير من أنفسنا ، لنفرضه على غيرنا
معنى ذلك أن نكون أصدقاء لأنفسنا .. متصالحين مع ذاتنا ، و مقدرين لها
يقول جبران خليل جبران :
" من لم يكن صديقا لنفسه كان عدوا للناس "
لذلك حري بنا أن نكون أصدقاء لأنفسنا .. قبل أن نكون كذلك للناس..
و من يتوصل إلى هذا يكون قد قطع شوطا كبيرا في رحلة الصداقة الحقيقية
ازرع في نفسك قيم الصداقة الرائعة و الراقية لترى حصادها في علاقاتك مع الناس
كن صديقا لنفسك و صادقا معها .. بعدها ستكون كذلك حتما مع من هم حولك
حاول أن تبادر في العطاء .. و لا تسارع في الأخذ ..
صادق الناس على حذر .. لا تكن كالمغفل تمنح ثقتك لأي كان .. و لا كالداهية الذي يحسب لكل شيء حساب بمكر و خديعة ..
كن بين البينين ..
ليس هناك ما هو أروع من نكون أصدقاء بمعنى الكلمة .. و يكون لدينا أصدقاء كذلك ..